حيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الثالثة والستين لنكبتهم، فيما يشهد عدد من الدول العربية مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين, وتحسبا للذكرى فرض قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقا أمنيا مشددا على الضفة الغربية المحتلة، اعتبارا من منتصف ليل السبت وحتى منتصف ليل الأحد.

وتم الإعلان عن سلسلة مظاهرات الأحد في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وداخل الخط الأخضر لإحياء الذكرى.


وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه سيمنع -خلال الساعات الأربعة والعشرين القادمة- الفلسطينيين من دخول إسرائيل باستثناء "الحالات الإنسانية".

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة أبقت على حال التأهب ليوم الأحد، وستنشر آلاف العناصر في القدس الشرقية المحتلة وشمال إسرائيل، حيث يتركز معظم السكان العرب. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي جند من جهته سبعة ألوية إضافية في الضفة الغربية.

وتخلل إحياء ذكرى النكبة السبت وفاة متظاهر فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة متأثرا بجروح أصيب بها بعد تعرضه لإطلاق نار بالرصاص في حي سلوان.




مسيرة في مخيم جباليا بقطاع غزة في ذكرى النكبة

فعاليات الذكرى

في غضون ذلك، دعت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة السبت، الفلسطينيين إلى المشاركة في المسيرات المقررة في ذكرى النكبة الفلسطينية.

وقالت القوى في بيان لها، إنها تدعو للخروج بمسيرات موحدة تأكيدا على وحدة الشعب الفلسطيني وإصراره على تمسكه بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم استناداً للقرار رقم 194.

وكانت اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة -التي تضم الفصائل المختلفة- دعت للمشاركة في مسيرتين الأحد، تنطلق إحداهما من شمال قطاع غزة باتجاه معبر بيت حانون، والثانية تنطلق من جنوب القطاع باتجاه معبر رفح.



موقف عباس

من جهته أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت، تمسك الفلسطينيين بحق العودة، لكنه اعتبر أن العودة تتحقق بالعودة على أي جزء من الوطن.


وأضاف عباس -خلال لقائه المشاركين في ملتقى ثقافي برام الله- أن القيادة الفلسطينية لن تفرط أبدا في حق العودة، وذلك من خلال القيام بالخطوات العملية، والعودة إلى أرض الوطن لإنهاء حياة الشتات، لأن الوطن هو وجهة الشعب الفلسطيني الأخيرة.



وفي سياق متصل، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حفلا غنائيا السبت في مدينة غزة لإحياء ذكرى النكبة، وهي المرة الأولى التي تقيم فيها حركة فتح حفلا في قطاع غزة منذ نحو ثلاثة أعوام بسبب الانقسام، وأقيم الحفل تحت عنوان "المصالحة ضمان العودة"، وحضره أكثر من ألف وخمسمائة شخص.



ومن جهته أوضح المدير العام لدائرة شؤون اللاجئين بالضفة الغربية أحمد حنون أن فعاليتيْن مركزيتيْن ستنظمان الأحد في كل من رام الله وغزة بمشاركة جميع الفصائل.

وأضاف حنون للجزيرة نت أن مسيرة ستنطلق من ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات باتجاه دوار المنارة وسط رام الله، حيث يعقد المهرجان المركزي بمشاركة مئات اللاجئين الذين قدموا من الشتات ضمن مشروع الملتقى الثقافي التربوي.



المصريون ينوون تنظيم مسيرة حاشدة إلى رفح لمساندة الفلسطينيين (الفرنسية)



تضامن عربي

عربيا، ووسط إجراءات أمنية مشددة، يعتزم آلاف المصريين الانطلاق في مسيرة حاشدة من ميدان التحرير بالقاهرة إلى رفح لمساندة الشعب الفلسطيني، والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية في ما سماه الثوار "يوم الزحف لفلسطين".


وتنظم هذه المسيرة لجنة تنسيقية شكلها ناشطون من عدة ائتلافات وحركات احتجاجية. وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن ناشطين آخرين نصبوا خياما قرب معبر رفح تمهيدا للتجمع يوم الأحد.


ونقل مراسل الجزيرة نت بالقاهرة محمود جمعة في وقت سابق عن منظمي المسيرة قولهم إنها تهدف إلى تأكيد حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين. وتطالب المسيرة بفتح معبر رفح بشكل دائم, ووقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل, والإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية, ومناصرة أهالي قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.



لبنان والأردن

وفي لبنان يستعد الآلاف للمشاركة في المسيرة التي ستُنظم الأحد باتجاه بلدة مارون الراس المطلة على فلسطين عند حدود لبنان الجنوبية.


وقال مراسل الجزيرة نت في بيروت نقولا طعمة في وقت سابق إن المنظمين يأملون أن يصل عدد المشاركين في المسيرة إلى عشرات الآلاف، وأضاف أن اللجان المنظمة نشرت ملصقات في مختلف أنحاء لبنان للدعوة إلى المسيرة.


وفي الأردن شارك نحو عشرة آلاف شخص الجمعة في تجمع ببلدة الكرامة، القريبة من حدود الأردن مع إسرائيل والضفة الغربية لإحياء ذكرى النكبة.


وكانت عصابات يهودية أجبرت قبل 63 سنة أكثر من 700 ألف فلسطيني على ترك منازلهم في فلسطين، ليبلغ عدد هؤلاء اللاجئين في الوقت الراهن نحو 4،8 ملايين شخص، يتوزع القسم الأكبر منهم بين الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية.