بسم[]الله [/]الرحمن الرحيم

من يحمل هم[]الإسلام؟ /]من يحمل هم الدعوة [/]إلى الله تعالى؟
أين الذين يتحرَّقون لنصرة الدين؟
هل عقمت نساء المسلمين لإخراج من يحمي بيضة الدين؟ أم قد وجدوا ولكنه الضعف المستكين؟
أم هو حب الدنيا وكراهية الموت؟
أسئلة شائكة , وإجابات معلومة للجميع, ولكنها في مرارتها كالعلقم, وفي وخزها كالشوكة في الحلقوم.

انسلخ كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام من مبادئهم السامية وماضيهم المجيد, وتفرق المسلمون بعد إجتماع, وتدابروا بعد محبه, وأصبحوا دويلات بعد أن كانوا دولة وأمة واحدة..
أهذا حال قوم كانوا خير أمة؟!

نحن بحاجة إلى أن نتلمس الشفاء من الداء حتى يعود لنا عزنا ومجدنا وعطاؤنا بالرجوع السريع إلى صراط الله المستقيم.

علينا أن نتعلم من سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم كيف كان يكتوي قلبه, ويضطرب فؤاده, وهو يلجأ لربه أن ينصر دينه..

أحواله كلها عليه الصلاة والسلام كانت لله, ولنصرة دين الله, وهذا موقف تستجيش منه العاطفة ويدر منه الدمع وقفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكله رغبة ورهبة وخشوع وهو يبكي ويدعوا الله أن ينصره على من كذبوه, ووقفوا له بالمرصاد, فعسى أن نقتدي به عليه الصلاة والسلام ونحمل هم الدعوة إلى الله تعالى ونصرة ديننا..

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ( ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد, ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح)) رواه أحمد في مسنده, وابن خزيمه في صحيحه
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها, جاءت تـُحادكَ, وتكذب رسولك, اللهم فنصرك الذي وعدتني, اللهم أحْنِهم الغداة, وقام ورفع يديه واستنصر ربه, وبالغ في التضرع ورفع يديه حتى سقط رداؤه وقال:اللهم أنجز لي ما وعدتني, اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك, اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تُعْبَد في الأرض بعدُ. فالتزمه أبو بكر الصديق من ورائه, وقال:حَسْبُك مناشدتك ربك يارسول الله, أبشر فوالذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك)) أخرجه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يناجي ربه ويدعوه ويبتهل إليه حتى الصباح, لماذا؟
أمن أجل دنيا زائلة؟ أمن أجل أحلام زائفة؟
من أجل أي شيء كان هذا الموقف المهيب؟
إنه لنصرة دين الله, لا لنفسه ولا لهواه, لأن نفسه وهواه طوع أمر الله, ومن كان كذلك كان خليقاً بأن ينصره الله..
ولقد كان كذلك, فنصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأولياءه في هذا اليوم, وفرق بهم بين الحق والباطل, إذ سمي هذا اليوم يوم الفرقان, فنصر الله الدين وأعز المسلمين وجعلهم خير أمة أخرجت للناس.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذّل الكفر والمشركين ودمِّر أعداء الدين..اللهم انصر ديننا ودعوتنا وحقق غايتنا وارفع رايتنا وتقبل منا واقبلنا..اللهم آمين.


المصدر:كتاب مواقف بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم(خميس السعيد), كتاب مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم(الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب)