رسالة من السجن

إلى أمي ... ،
أزف تحية العودةْ ..
إلى بيتي ..
إلى أهلي ..
إلى الديوان والقهوةْ ...
إلى البستانِ .. ،
والأحباب .. والسهرةْ ..
إلى طفلي ..
إلى كرمي ..
إلى عبلةْ ..
إليكم إنني قادمْ ..
وخلفي السجن مملوءٌ ..
به الأيتامُ ..
والأطفال يا أماهْ ..
به السجان .. والحاكمْ ..
به الأصفاد مُحكمةً ...
على أيدي أعزتنا ..
كأن سوار من ماتوا ..
غدا رهنا إلى السجنِ ..
فلا خوفا .. بني وطني ... ،
ولا وجلا من السقمِ ..
فنحن نصدع الأركانَ ...
بالبارود .. والحممِ .. ،
ونكتب أجمل الأشعارِ ..
ننحتها من الألمِ ..
بلى إني ...
إليكم يا بني وطني ...
إليكم ...
إنني قادمْ .. ،
فعدوا القهوة المرةْ ... ،
وهاتوا الحُلو .. والريحانَ ..
في الأفراح والغنوةْ ...
ذروا النومَ .. ،
وهبوا يا بني وطني .. ،
وهاتوا الفأسَ ... ،
والمحراث .. والمنجل ْ ..
لنبعث دورة الزمنِ ..
نعيد الحلم كالأيامِ ... ،
نحيى صوت من ماتوا ..
ومن قتلوا ...
فداء للغد المنشودِ ...
والوطنِ ..
تعالوا يا بني وطني ..
وهاتوا الفأسَ ...
والمحراث .. والمنجلْ ..
لنكسر سجن أعدائي .. ،
ونحرث أرضنا البكرَ .. ،
ونزرع صوت أبنائي ...
لينمو فوقها الأطفالُ ...
في حيفا .. ،
وفي يافا .. ،
وفي القدسِ .. ،
ويورق فيهم الريحانُ ... ،
والرمان .. والقمح ..
فلن نقهرْ ...
ولن نقهرْ .. ،
وفيها نزرع التفاحَ ..
إن شئنا .. ،
وفيها نزرع الحنظلْ ..
وفيها نجعل الأشواكَ ..
ريحانا .. ،
ونجمعها بأعيننا .. ،
ونرويها بكل الحبِ ... يا وطني ..
وفيها نزرع الأشعار ...
بارودا ... ، وألغاما .. ،
وفيها نحمل المشعلْ ..
ليغدو سجن أعدائي ..
حدائق في ربي المجدلْ ..
ولم نخضع لحكمهم ... ،
ولن نرضي بشرعهمُ ... ،
ولن نقبلْ .. !!!