إذا زلزلت الأرض زلزالها





زلازل تقع في جزيرتنا العربية على أرض الأنبياء، وأشرف الأنبياء والرسل محمد بن عبدالله ، طريق رحلة الشتاء والصيف لقبائل قريش المذكورة في القرآن الكريم . إشارات وإنذارات لا يعقلها ويفهمها إلا من أراد الله به خيرا، وأنار له بصيرته ، فقد ذكر ابن أبي الدنيا، عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة فقال لها : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ، فقالت إذا استباحوا الزنا وشربوا الخمور وضربوا بالمعازف فغار الله عز وجل في سمائه فقال للأرض تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا هدمها عليهم، قال: يا أم المؤمنين أعذابا لهم؟ قالت: بل موعظةً ورحمة للمؤمنين ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين. قال الله تعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}. خمس خصال حذر منها الرسول عليه السلام في حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم. أين البعض من هذه التحذيرات وأين الإعلام من التنبيه الإلهي، فالإعلام والكتّاب مشغولون بتفسير هذه الظاهرة علمياً وجيولوجياً واجتماعياً: وكيف تسير خطط الدفاع المدني وخطط إجلاء السكان والمعونات... أين نحن من خطط الدفاع الروحي؟ وإجلاء المعاصي؟ والمعونات الإلهية من الدعاء والتضرع إلى الله والرجوع إلى الإيمان؟ كنت أطالع الصحف أبحث عن شيء ما في إعلامنا وكتّابنا وشيوخنا فلم أجد إلا خطبة إمام المسجد الحرام، وبعضا من الخطباء والكتّاب هنا وهناك، كأن الشأن لا يعني الجميع وأن المصيبة هي على أهالي العيص وحرة الشاقة فقط؟ هل نحن مشغولون بقضية سوزان تميم، والاقتصاد العالمي، وسعر البترول، أم اغتيال الحريري ودور حزب الله في الاغتيال؟ أم انتحار الرئيس الكوري الجنوبي السابق؟ أم عصابة السكاكين اليمنية في جدة؟ أم الطلاق لخلاف على اسم المولودة؟ أم ارتفاع كيس الشعير إلى سبعة وعشرين ريالاً؟ أم فوز أربع نساء في انتخابات مجلس الأمة الكويتي؟ أم ....... الجهة الدينية من هذه الظاهرة ينبغي على إعلامنا أن يلتفت لها بشكل أكبر ، ولا يتعامل مع تغطية الحدث بما دأب عليه الإعلام الغربي من تفسير علمي بحت، وتغطية إعلامية للوجه الإنساني والعلمي للمشكلة، لا للوجه الديني والإلهي لسبب وجود هذه الظاهرة. فلتستيقظ أمة محمد وتعتبر من هذه التحذيرات والغيرة الربانية وإعلامنا نريده رصينا مستقلا وبفكر إسلامي متحضر فلا الإسلام يتناقض مع الحضارة بل الإسلام حضارة بحد ذاتها، ولا العلم يتناقض مع ديننا بل ديننا أساس كل علم، وليستيقظ العلماء عن الانشغال في هذه القناة وتلك بالبرامج الدينية عن التحريم والتحليل لصغائر الأمور ، والترفع عن الاتجار بديننا عبر قنوات تمولها الأفلام الفاسدة والبرامج الهابطة. وليستيقظ مجتمعنا من رجال ونساء بغض النظر عن الطبقات الاجتماعية المستحدثة في هذا القرن ولننهض كأمة مسلمة واحدة لمواجهة الفتن والملاحم التي حذر منها رسولنا، وكافة الرسل من قبله.
شمس الحب