اعتقد ان الطبقيه و و التفضيل امتدا الى كل شيئ فىحياتنا و احيانا تلعب دورا كبيرا في حياتنا الشخصيه و الاجتماعيه حتى فى الزواج ، لم يقتصر الامر على الانساب و الوضع المادى او المكانه الاجتماعيه بين البشر و بعضهم فحسب بل امتد الى التمييز بين الاعضاء فى الجسد الواحد .. اسمحوا لى ان انقل لكم هذا المقال الذى يؤكد وجهة نظرى :

*****

يبدو أن الطبقية والتميز لا حدود لهما، وأنهما يمكن أن يظهرا في كل شيء وعلى أوسع نطاق، حتى لتجدهما متغلغلين بين أعضاء الجسد الواحد، فأعضاء الجسد نفسها تصنف إلى مراتب ودرجات بحيث يكون بعضها أشرف من بعض وأرفع مكانة وأعلى درجة.

***

وفي الثقافة العربية يتصدر الكبد والقلب قائمة الشرف ، ويعطى لهما القدر الأكبر من التكريم وعلو الدرجة، فهما يتقدمان على السمع والبصر أو اللسان أو اليد ، فهذه الأعضاء وإن تمت الإشارة إليها أحياناً بالتقدير وتردد ذكر أهميتها في بعض المرات، إلا أنها لا ترقى في علو الشأن إلى المكانة التي رفع إليها القلب والكبد.

***

فالقلب والكبد هما جوهر أعضاء الإنسان وإليهما تنسب كل الأمور المهمة بالنسبة للناس، فالقلب موضع الإيمان والذكاء والشجاعة، وفي القرآن الكريم ورد ذكر القلب في كثير من مواضع الحث على التأمل والتفكير، وفي الأدب يعلو سهم القلب ليس في أبيات الغزل والوجدانيات وحدها، بل أيضاً في أبيات الحماسة وذكر القتال وعند الفخر برباطة الجأش.

***

وفي التربية والأخلاق يظهر القلب رائداً للسلوك، حسنه وسيئه، فالقلب يقال عنه (رحيم ولين وطيب وطاهر) كما يقال عنه (قاسي وأسود وبليد وميت) وهو أيضاً قد يكون (قلب هواء) أو (قلب قلُّب). لكنه مع ذلك مثله مثل باقي أعضاء الجسد عرضة للاعتدال والإصابة بالأذى، فهو يصاب بالانفطار، ويعتريه التمزق، وينتابه الخفوق حتى يكاد يطير، ويعتصره الوجد حتى يكاد يذوب.

***

أما الكبد فإنها صنو القلب وقرينته في هذا كله، فهي بؤرة الحياة وجوهرها لذلك قيل في وصف من وقع على الصواب إنه (أصاب كبد الحقيقة)، وبلغ من عظيم شأنها أن جعلت مرادفاً للولد «إنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض»، والكبد مثل القلب هي أيضاً تصاب بالآفات وينالها ما يناله من قروح وجروح، وإصابتها غالباً إما بسبب هجر الحبيب وصده، وإما لفقد عزيز غال، أو لابتلاء بشيء من الكدر والهم والغم، فتستحيل في النهاية إلى كبد مقروحة لا راحة لصاحبها إلا بإبدالها بواحدة أخرى غير ذات قروح .

***

ما رايكم فيما جاء فى المقال الا ترون ان التمييز بين البشر مازال موجودا يظهر بشده بين القبائل و خاصة فى الزواج و اعتقد ان قضية التفريق المشهوره لعدم تكافؤ النسب اكبر دليل على ذلك ؟

اتمنى ان ينال المقال اعجابكم و انتظر تعليقاتكم و كلماتكم العطره التى تستمد مدادها من رحيق الزهور

تقبلوا منى اجمل تحيه و اسمى تقدير