نحنُ من دون أن نتكلّف أو نستقصد .. نجد بأننا نصف بالحكمة والعقل والرأي السديد - وبكل تلقائية - لمن يُشاطرنا الرؤى والأفكار ..

" بلع المفتاح " إشارة إلى إنتهاء الأمر والحسم فيه .. ولذلك كانت لقطة تتكرر أمامنا حين كنّا صغاراً كثيراً في الأفلام الكرتونية ؛ للدلالة على إستحالة إطلاق سراح المسجون ..

وكذلك الأفكار ؛
فهناك من الأفكار مالا نُفكّر - إطلاقاً - في وضعها على طاولة النقاش .. لأننا قد تشربناها حدّ اليقين , إلى الحد الذي نبلع فيه المفتاح قبل أن نخوض أي نقاشاً لا نبتغِ منه سوى إثبات صحتها ؛ وليسَ المُفاضلة بينها وبين ماهوَ ضدّها ..

--------------------------------------------
وتضطر لأن تبتلع " كلمة الحق " وتسكت على مضض حين تُحاط بكاذب وحاقد ونمام - لا يضره أن يبيع رخيص الكلام ولا يقبض الثمن .. المهم أن يمشي به في الأرض , وليس هنالك من يتبين خبره - ,
وصاحبِ حق تُريد أن تدفع عنه ولا تضمن ألا ينقلب عليك !

--------------------------------------------
جرّب أن تحكي موقفاً لمجموعة من الناس دون تبيين رأيك بأي إيحاءات صوتية أو فعلية .. وتأمل في تعليقات الناس وتحليلاتهم , ستتعلم كثيراً !
ستُلاحظ كيف يغوص البعض في عمق الحدث ويتناوله بحكمة وعقل .. وكيف يقرأه آخرون بسطحية بالغة .. وكيف يُعطيك ثالثهم تعليقاً بعيداً للغاية ؛ إلى الحد الذي تشك بأنه يُعلق على كلامك !
ومنهم من يكون بين هذا وذاك ..

وعرضها على الأطفال لذيذ وممتع ..


--------------------------------------------
ليسَ هنالك " ظالم " قوي !
غير أنهُ وجد من هوَ أضعف منه ؛ فطغى ..

--------------------------------------------
يخرج الإنسان من بطن أمه حراً .. فيختار العبودية !
أو أنهُ يُدرِك ؛ فيجد بأنها قد أُختيرت له ..

--------------------------------------------
وبدلاً من أن يكتب عن الكفار الذين سلبوا المسلمين أمنهم وعرضهم وأرواح ذويهم .. راح يشتم الإرهابيين - على عدو الله وعدوه - الذين جنّدوا أبناءهم وحرموهم - بزعمه - من براءة الطفولة وهنائها ..

مسكين ؛ لا يعلم بأنّ النساء هناك يُنجبن أطفالهنّ رجالاً !
--------------------------------------------


لا بأس يا صاحبي أن نُخطىء في حق بعضنا البعض ونُجرح ونتعارك .. فنستريح ثم نُواصل المسير أصحابا ..
كما يفعل الأطفال !
ما دمنا لا نفقه فنون المُصارحة والعتاب ..

--------------------------------------------
نستغرب من ثقة البعض المُفرطة بأنفسهم المُقصرة وتنقية سا حتها من كل حق أو عتب أو تقصير تجاه الآخرين .. وتصنيف كل ما يبذله لهم الغير تكرماً وتفضلاً وبطيب نفس تحت خانة الحقوق المُستحقين لها وجوباً !
--------------------------------------------
التعامل مع أصحاب تلك الشخصيات يتطلب تجاوز الكثير من المواقف والإغضاء عن أخرى , وإرغام النفس على الوصُول لمستوى عالٍ من التسامح والبذل لله - تعالى - والبعد عن المُقابلة ..
حتى تستمر العلاقة إن كان لا بُد من استمرارها ..


--------------------------------------------
الإتكاء على شخص مُتذبذب ضعيف في بعض المواقف المهمة ؛ صفقة معلومة الخسارة قبل بدئها .. لا يُقويها قوة حجة ولا حين بيان ..
فبئس الصاحب الرعديد الذي لا ينفع قربه ولا يؤمن بعده ..
ولذلك كان انعدام " السند " خيرٌ من ردته !
--------------------------------------------

ظنّ الجُهال يوماً بأنّ " الحق " قد أصابهُ الكبر وله ذرية ضعفاء لا يستطيعون الذود عنه أو الدعوة إليه .. وأنّ السجون والمعاقل والأغلال ستحد من انتشاره وتعريف الناس به ..
فتجبروا وعاثوا في الأرض الفساد ؛ وجعلوا أعزة القوم - في سجونهم - أذلة !
وحالوا بين دعاة الحق والباحثين عنه ..

--------------------------------------------
ماعلموا بأنّ الحق لا يؤوده شيء , وأنهُ نافذٌ إلى القلوب النقية الباحثة عنه وإن حاول الظلم - عبثاً - أن يحجبه ؛ كما ينفذ الضوء عبر الزجاج المصقُول إلى الحجرة الظلماء .. وإن أُوصدت الأبواب وغُلِّقَت أقفالها !
--------------------------------------------

" دَعُوه ؛ فإنّ لصاحب الحق مقالاً "

من ميزة الحقوق أنها تُطلب ولا تُتسوّل , وتُعطى ولا يُتصدّق / يُمَن بها ..
ولذلك يتجاوز المُنصفون من الناس حدّة صاحب الحق وغلظته ؛ ويتجردون للسعي الحثيث على رد المظلمة ..
--------------------------------------------
يكفينا أن نعرف بأنّ لبعض بني آدم طبائع لا تجتمع ونفوس لا تتآلف .. وطوياتٌ متناحرة ! , لنُترجم تلك الصدامات الإجتماعية التي لا نجد لظاهرها أي مُبرر أو سبب ..
--------------------------------------------

لُعِن بنو إسرائيل في التوراة والإنجيل والزبور .. والفرقان ؛ حين ماتت قلوبهم وتركوا التناهي عن المُنكر , وقد جُعلت تلك الشعيرة مناط الإستخلاف وقرينة التمكين .. فمن يسعى لإقتلاعها أو وأدها فهو لا يفعل شيء سوى التعجيل بنهايته !

--------------------------------------------
نظلم الناس كثيراً حين نُطالبهم بأن يكونوا نُسخ متعددة لشخصيات معينة نرى بأنها الأفضل وفق مقاييس خاصة بنا , أو فإنه لا ملاذَ لهم من الإسقاط على مشرحة المُقارنات ..

--------------------------------------------

الأشخاص الذين يجتهدون في البحث عن المآتم والأحزان ويجلدون في افتعالها ؛ لا يستحقون منّا الرحمة أو التعاطف .. لأنهم لن ينتهوا عنها , ولن تكون - رحمتنا - سداً منيعاً / أخيراً لأوهامهم !

" التجاهل " هو الأفضل لعلاجهم وانتشالهم من تلك المنعطفات السلبية دون مواجهات أو صدامات قد تُضاف إلى قائمة الأحزان لاحقاً ..

--------------------------------------------
سياسة " عبد المأمُور " التي تُكرسها كلياتنا العسكرية وتعمل بها , وجعل لغة الشتائم والهوان هي لغة التواصل بين كل رئيس ومرؤوسه آفة إنسانية خطيرة ..
تُنتج أناساً يقبلون العبودية والظلم والهوان بكل رحابة صدر ؛ وكأنهُ من ضروريات الحياة .. وتجعل العلاقة بين كل طرفين عبودية وتجبّر .. وهكذا تنقلها من جيل إلى آخر !
وتؤصّل ثقافة تعطيل العقل وعدم تحكيم الضمير تحت مظلة " هم أبخص " والتي تتردّد على مسامعنا كثيراً كلما انتقد مُنتقد أو اعترض آخر ..


--------------------------------------------
إن الأمة بحاجة لمن يُمثلها في ميادين العلم والإنتاج أكثر من حاجتها لمن يقف بإسمها في ميادين اللعب واللهو والفن !
ولذلك كان حرياً بمن يهتم برفعة شأن الأمة أن يجلد في التحريض للإهتمام والبذل في الميادين المؤثرة حضارياً .. وألا ينغمس في خلق تبريرات واهية للإسراف في البذل لما دونها من الميادين تزلفاً أو اقتناعاً ..

--------------------------------------------
" وشاورهم في الأمر "

هكذا خاطب الله - تعالى - من لا ينطق عن الهوى يوم أحد .. يوم خرج إلى القتال مكرهاً ؛ نزولاً عند رغبة أكثر المسلمين .. وبالرغم من نتيجة غزوة أحد وما انتهت إليه من نتائج تؤلم كل مسلم إلا أن الله أنزل هذه الآية ترسيخاً وتوثيقاً لهذا المبدأ الإسلامي العظيم وإن آلت الأمور إلى ما آلت إليه في نهاية الغزوة ..
إلا أنّ الشورى يظل مبدأ إسلامي راسخ لا تزحزحه أو تقدح فيه إخفاقات العاملين به أو حصائد أعمالهم ..

مبدأ " الشورى " يُعزز الشعور بالإنتماء , ويزرع الإحساس بالمسئولية , ويُنمّي الثقة بالذات , والإعتراف بالوجود ..
ويؤكّد على إحترام الإنسان وإشراكه في صناعة القرار الذي سيخضع لهُ طوعاً ؛ لأنه جزء لا يتجزأ من هذا القرار ..
--------------------------------------------


المُتشابهات بين البشر مصدر جاذبية قوي ؛ لو تنبّه له " نيوتن " لما انشغل بالتفاحة وانجذابها نحو الأرض ..
يعدها البعض حباً مجهُول الهوية , ويعتبرها آخرون عصبية ؛ وأراها تجاذباً فطرياً بريئاً ..

إلا أنّ الزواج أمراً مُغايراً , العلاقة فيه تكاملية أساسها " التفاهم " , فالميثاق الغليظ والمودة والرحمة التي وعد الله بها ؛ أسباباً كافية كفيلة بالإخلال بقانون الجاذبية !


--------------------------------------------
تصرفاتنا العقلانية والتي تعكس مدى احترامنا للآخرين ؛ طريقاً معبداً يُفضي إلى التربع على قلوبهم , فالأسوياء من البشر تكفيهم الإيماءات الأخلاقية التي تُشعرهم بصدق إنسانيتهم وعِظَم مكانتهم عند غيرهم .. ليكونوا مدينين لهم بالكثير